بل كيف نتصور حال الزمان الذي سيعيشه أبناؤنا ؟!!
وإذا كان المَخرج من هذه الفِتن هو التمسُّك بكتاب الله ، وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم ،
فما أحرانا بأن نحبِّب القرآن إلى أبناءنا ،
لعل القرآن يشفع لنا ولهم يوم القيامة .،
.وعساه أن ينيرلهم أيامهم ،
ولعل الله ينير بهم ما قد يحل من ظلام حولهم .
وفي السطور القادمة محاولة لإعانة الوالدين - أو مَن يقوم مقامهما –
على أن يربوا أطفالاً يُحبُّون القرآن الكريم ،
فأرجو الله تعالى أن ينفع بها، وله الحمد والمِنَّة .
لماذا نحبِّب القرآن الكريم إلى أبناءنا؟!!
إن الأسباب – في الحقيقة - كثيرة ...ولعل ما يلي هو بعضها:
1- لأن القرآن الكريم هو عقل المؤمن، ودستور حياته ،
فهو كلام الله الذي تولَّى حفظه دون سائر ما نزل من كتب سماوية ،
لذا فإن أطفالنا إذا أحبوه تمسَّكوا بتعاليمه،
ومن ثمَّ لم يضلِّوا أبداً
2-
لأن القرآن الكريم هو خير ما يثبِّت في النفس عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر،
وخير ما يفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية ،
وخير مايسكُب في القلب
برد الطمأنينة والرضا ، وخير ما يمكن أن نُناجي به مولانا في هدأة الأسحار
(1) ،"فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح عينيه على آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوى مبادىء القرآن ،
ولن يعرف تشريعاً يستقي منه سوى تشريع القرآن
،ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءً لنَفسِهِ سوى التخشُّع بآيات القرآن ...
وعندئذٍ يصل الوالدان إلى غايتهما المرجوة في تكوين الطفل روحياً، و إعداده إبمانياً وخُلُقياً "( 2)
3. لأن القرآن الكريم ه
و" الرسالة الإلهية الخالدة ، ومستودع الفِكروالوعي، ومنهج الاستقامة ، والهداية
، ومقياس النقاء و الأصالة
" (3)...فإذا أحبه الطفل كان
ذلك ضمانا ً- بإذن الله – لهدايته، واستقامته، وسِعة أفقه ، ونقاء سريرته، وغزارة علمه .
4--"لأن القرآن الكريم إذا تبوَّأ مكانةً عظيمة في نفوس أطفالنا شبُّوا على ذلك، ولعل منهم مَن يصبح قاضيا ً
،أو وزيراً،أو رئيساً ، فيجعل القرآن العظيم له دستوراً
ومنهاجاً ، بعد أن ترسَّخ حبه في نفسه منذالصِّغَر"(4)
5- لأن حب الطفل للقرآن يعينه على حفظه ، ولعل هذا يحفظ الطفل، ليس فقط من شرور الدنيا والآخرة
، وإنما أيضاً من بذاءات اللسان .... ففم ينطق بكلام الله
ويحفظه يأنف ،ويستنكف عن أن ينطق بالشتائم والغيبة والكذب وسائر آفات اللسان .
6-- لأن أبناءنا أمانة ٌ في أعناقنا أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بهم ، وسوف نسألٌُ عنهم يوم القيامة ،
وكفانا حديث رسول الله صل الله عليه وسلم: " كفى
بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يعول" ؛ فالضياع قد يكون أخلاقياً ، وقد يكون دينياً ، وقد يكون نفسياً ،
وقد يكون مادياً - كفانا الله وإيَّاكم شر تضييع أبناءنا- ولن نجد أكثر
أماناً من القرآن نبثه في عقول وأرواح أطفالنا حِفظاً لهم منكل أنواع الضَّياع !!!!
7- لأن ذاكرة الطفل صفحة ٌ بيضاء ، فإذا لم نملؤها بالمفيد فإنها ستمتلىء بما هو موجود!!!
فإذا أحب الطفل القرآن الكريم،أصبح فهمه يسيراً عليه، مما يولِّد لديه ذخيرة من المفاهيم
والمعلومات التي تمكِّنه من غربلة ، وتنقية الأفكار الهدامة التي تغزو فِكرَهُ من
كل مكان.
8- لأننا مٌقبلون-أو أقبلنا بالفعل - على الزمن الذي أخبر عنه الحبيب صل الله عليه وسلم:أن فيه
" تلدُ الأَمَة ربَّتَها" أي تتعامل الإبنة مع أمها وكأنها هي الأم !!!!
فلعل حب القرآن في قلوب الأبناء يخفِّف من حِدة عقوقهم لوالديهم في هذا الزمان .
9- لأن أطفالنا إذا أحبوه وفهموه ، ثم عملوا به ، وتسببوا في أن يحبه غيرهم ..
.كان ذلك صدقة جارية في ميزان حسنات الوالدين إلى يوم الدين ، يوم يكون المسلم
في أمس الحاجة لحسنة واحدة تثقِّل ميزانه .
10- ( لأن هذا الصغير صغيرٌ في نظر الناس ، لكنه كبير عند الله ،
فهو من عباده الصِّغار،لذا فمنحقه علينا أن نحترمه ،
وأن نعطيه حقه من الرعاية ،والتأديب...
ولقد قال صل الله عليه وسلم:"أدّبوا أولادكم على ثلاث خِصال: حب نبيكم ،
وحب آل بيته، وتلاوة القرآن فإن حَمَلة القرآن في ظل عرش الرحمن
يوم لا ظِل إلا ظله مع
أنبيائه وأصفيائه" رواهالطبراني )( 4)
11- لأن القرآن الكريم هو حبل الله المتين الذي يربطالمسلمين بربهم، ويجمع بين قلوبهم
على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ،وما أحوج أطفالنا- حين يشبُّوا- لأن
يرتبطوا بشتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، في وقت اشتدت فيه الهجمات
على الدين الإسلامي والمسلمين من كل مكان !!!!
منقول