silver عضو ذهبي
عدد الرسائل : 397 العمر : 54 تاريخ التسجيل : 03/07/2008
| موضوع: كيف نصحح صورة الإسلام في الغرب؟ السبت أكتوبر 04, 2008 2:52 pm | |
| كيف نصحح صورة الإسلام في الغرب؟ الحوار المباشر وخروج الجاليات الإسلامية من عزلتها سنوات طويلة ونحن نطالب بتصحيح أو بيان الصورة الحقيقية للاسلام عند شعوب العالم الغربي، بعد أن ساءت وألصق بهذا الدين العظيم كل الاتهامات بدءا من الارهاب وانتهاء باضطهاد المرأة وحقوق الانسان. ومؤخرا بدأت المؤسسات الدينية تتنبه الي أهمية اتخاذ خطوات أكثر عملية بدلا من الاكتفاء بإصدار الكتب وعقد الندوات واستخدام الانترنت وبدأت هذه الخطوات بإرسال وفود منتقاة لعلماء كبار الي الخارج بدأتها بوفد أرسلته الي انجلترا وثان الي المانيا وأخيرا وفد الي فرنسا برئاسة الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، وقد عاد الوفد منذ أيام بعد أن عقد لقاءات عدة مع جهات كثيرة مؤثرة في المجتمع الفرنسي وبعد أن خرج بخطوات مفيدة لاعداد الدعاة هناك إعدادا جيدا تحت اشراف الأزهر. فماهو التصور السليم لتصحيح صورة الاسلام وماهي السلبيات المؤثرة في هذه الصورة؟ يقول فضيلة الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف: قضية تصحيح وليس تحسين صورة الاسلام، فالاسلام ليس في حاجة إلي تحسين، لايمكن ان تقتصر علي اصدار الكتب واستخدام ن الحوارات المباشرة مع الجهات ذات التأثير الكبير في المجتمعات الغربية من الناحية السياسية والثقافية والدينية والاعلامية ولذا سبق أن أرسلنا وفدا الي انجلترا وآخر الي المانيا ثم فرنسا وهناك برنامج مستمر لارسال وفد علي أعلي مستوي الي بلاد أوروبية أخري ثم بعد ذلك الي الولايات المتحدة الامريكية فقد أمرنا الله سبحانه وتعالي في قوله تعالي: 'وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا' بأن نتصل بالآخرين ونتعرف عليهم وهذا التعارف سوف يثمر تفاهما مشتركا، يليه التعاون في مجالات متعددة وأضاف.. يجب أن ندرك انه لايوجد خلافات بين الأديان السماوية فكلها جاءت ابراهيمية، ومن هذا المنطلق فنحن مطالبون بالحوار مع أصحاب الديانات السماوية وقد اشتركت أنا شخصيا في كثير من الحوارات وكان يحضرها أساتذة من اليهود، ويعقد هذا الشهر مؤتمر تنظمه المملكة العربية السعودية في مدريد مدعو إليه أحد الحاخامات من اسرائيل، ولكننا لن نستدعي أي حاخام إلا بعد حل القضية الفلسطينية .
إسلام أوروبي
وعن أكثر المعوقات التي تسئ الي الاسلام والمسلمين في الخارج يؤكد د. زقزوق، انها في المسلمين أنفسهم، فهم يحملون معهم مشكلات بلادهم، فلا يتفقون علي رأي واحد، ولذا عندما طالب المسلمون الحكومة الالمانية الاعتراف بالدين الاسلامي، قالوا لهم: مع من سنتكلم، اذهبوا واتحدوا جميعا أولا ثم تحدثوا معنا كجبهة واحدة أسوة باليهود والمسيحيين فلابد من أن نعترف بعيوبنا ونحاول تصحيحها، خاصة ان بعض الدول الأوروبية بدأت تطالب بمايسمي 'اسلام أوروبي' يقوم علي اندماج المسلمين هناك في المجتمعات التي يعيشون فيها ومن هذا المنطلق يريدون الاشراف علي إعداد الدعاة، لأن بعضهم يقف علي المنبر ويلعن الدولة التي تؤويه مع انها هيأت له فرصة العيش والكلام بحرية. ويؤكد وزير الأوقاف ان قضية الاندماج هي مايشغل المجتمعات الأوروبية نحو المسلمين فهم يرونهم منعزلين، لايشاركون في الانتخابات ولايكونون أحزابا، مع أن من يفهم الاسلام فهما جيدا يجد انه لايمنعنا من التعايش مع أي شعب من الشعوب مهما كان مختلفا معنا، فهناك خيط يربط بيننا وبين أي مجتمع هو التعامل علي المستوي الانساني باحترام قواعد ونظم وقوانين هذه المجتمعات. أعادوا الأئمة
أما فضيلة الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر ورئيس الوفد الاسلامي العائد من فرنسا فيقول: ان المسئولين الفرنسيين لاحظوا ان هناك كثيرا من أئمة المساجد دخلوا فرنسا علي أنهم عمال أو موظفون، ثم فوجئوا بهم يقفون علي المنابر يخطبون في المسلمين ولادراكهم خطورة الدور الذي يقوم به الامام أو الخطيب قرروا اعادتهم الي بلادهم ليتعلموا أولا في جامعات اسلامية أو في جامعة الأزهر ويحصلون علي شهادات معتمدة من بلادهم قبل العودة الي فرنسا، ولهذا السبب أيضا أوكلوا الي المعهد الكاثوليكي تدريس علوم للائمة والخطباء توضح لهم تاريخ فرنسا وجغرافيتها وثقافتها التي تقوم علي العلمانية وذلك بعد أن رفضت الجامعات الفرنسية القيام بهذه المهمة لانها تقوم علي العلمانية، وقد عرضوا علينا البرامج التي يدرسونها للأئمة والخطباء، كما اطلعنا علي المناهج التي تدرس للأئمة في مسجد باريس الكبير، أكبر مركز اسلامي في فرنسا وكان لنا تحفظات عليها أخذوا بها. نجاح آخر استطاع الوفد ان يحققه كما يقول الدكتور الطيب، وهو الاتفاق مع وزارة خارجية فرنسا علي أن تكون هناك اتفاقية تعاون بين جامعة الأزهر الشريف وجامعة ستراسبورج في منطقة الالزاس واللورين التي لاتخضع للعلمانية تنص علي تدريب الأئمة تحت اشراف الأزهر. ليس من الأولويات
ويوضح الدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلي للشئون الاسلامية انه من خلال هذه الزيارة تأكد ان الدول الغربية لاتضع الأديان ضمن أولوياتها فهي دول علمانية وقد ظهرت هذه الحقيقة من الحوار مع كبير أساقفة باريس وكبير حاخامات اليهود السابق في فرنسا. وأضاف أن هناك مسئولية كبيرة تجاه الجاليات الاسلامية الموجودة في الغرب بأن يكون هناك فقه للجاليات المسلمة تعالج قضايا البنوك والتعليم والحجاب، وأن تتعاون الجاليات المسلمة في تكوين لوبي اسلامي مؤثر في هذه المجتمعات أسوة باللوبي اليهودي. سلوكيات المسلمين
ويري فضيلة الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر السابق أن تصحيح صورة الاسلام يجب أن يبدأ بتحسين سلوكيات المسلمين الموجودين في الخارج، فلو روعي في هذه السلوكيات تعاليم الاسلام خاصة من حيث معاملة الآخرين سواء كانوا متفقين معنا في الديانة أم مختلفين واستطعنا افهامهم أن الاسلام كما انزل يدعو الي نبذ العنف والتطرف، كما انه يدعو الي الحرية المطلقة للعقيدة، ولا أدل علي ذلك من قوله سبحانه وتعالي.. 'لا إكراه في الدين'.. كما أن الاسلام يدعو الي التعاون بين بني البشر سواء كانوا متفقين في العقيدة أم مختلفين فيها ويدعو الي العدل مع غير المسلمين الذين يعيشون في بلاد اسلامية والاسلام ينبذ الاعتداء علي الآخرين في قوله تعالي: 'ولا تعتدوا إن الله لايحب المعتدين' أما الباحثة الاسلامية خديجة النبراوي الحاصلة علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية فتؤكد إرسال وفود للتعريف بحقيقة الاسلام في الخارج خطوة طيبة ولابأس بها من ناحية البيان القولي لشريعة الاسلام وحقيقته ولكن هذا لايغني عن البيان الفعلي والتصرفات العملية للشعوب الاسلامية فهما وجهان لعملة واحدة، فالتخلف الذي تعيشه الشعوب الاسلامية ماديا ومعنويا لايدل بأي حال من الأحوال علي حقيقة الاسلام ولايمكن ان يجذب أي أحد اليها، فأهم مافي الاسلام هو الاطمئنان النفسي والسكينة والعمل الدائب والنظافة والتنمية والمعاملات الشريفة النزيهة، وهذا هو مايجذب أي نفس تعيش في قلق عصور المادية الرهيبة، فأين نحن من كل هذا؟ ============ منقـــــول من جريدة الأخبار المصرية للإفــــــادة الجمعة 8 رجب 1429 هـ - 11يوليو 2008مـ | |
|