نفسي , ام الاخرين ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي عافانا ورزقنا

نحمده ونشكر فضله ونتوب اليه ونستغفره
اما بعد
سؤال , محتاج لاجابة
لاني غير مقتنع بالاجابة التي عندي
لاني نفذتها كثيرا ولكنها لم تفلح
لماذا عندما نثق في احد ونحاول تقديم كل ما نستطيعه اليه , يخوننا ؟.
لماذا عندما نكون صدقاء مع انفسنا ومع هذا الانسان , يجرحنا هذا الشخص بدون اي سبب مقنع
اجابتي الغير مقنعة , هي ان ذلك طبعا في الانسان
الخيانة تكون موجوده اصلا في الانسان الخائن
وبالطبع الكذب
ولكن الانسان المحترم يظل علي نفس مبادئه
لكني منتظر اجاباتكم
لعل وعسي اجد اجابة لسؤال يشغل عقلي !!

حضرتك سألت سؤال غير متعلق بالحب و لكنه متعلق بطبيعة و أسرار النفس البشرية

و علشان كده ، هاكلمك شوية عن النفس البشرية و حضرتك هتعرف إجابة سؤالك قبل ما أكتبها

فالنفس البشرية تتكون من 5 عناصر وهي الغريزه - الفطره - الهوي - الذاكره - القلب .
و سأتناول معك هنا عنصري الفطرة و الهوى

فالفطرة هي برنامج القيم و الأخلاق و المثل العليا و هي التي يجب أن تصبغ أداء التنفس البشرية في تلبية حاجات الغريزة

فإذا كانت الغريزة هي الدافع النفسي الذي يدفع الإنسان للقيام بالمهمة الموكلة به و هي

1- مهمة إعمار الكون : و ما يتطلبه من حفظ للحياة ( بالجوع و العطش و النوم و الخوف ) و الاستمرار و البقاء في الحياة ( بالجنس و حب الولاد و الحرص ) و بناء و تعمير الأرض ( بالفضول و حب المعرفة و حب التميز و حب التملك إلخ )

2- مهمة العبادة : عن طريق اكتشاف الموجودات و حب الخضوع و و حب الركون إلى مصدر قوة

إذا كان ما سبق هو تعريف و عناصر الغريزة

فإن الفطرة هي المنهج الأخلاقي من تعاليم و قيود يجب على النفس التزامها و هي سائرة في طريقها لتحقيق متطلبات الغريزة

و بالتالي فإنك تجد من عناصر الفطرة : العدل و الصدق و المساواة و الوفاء بالوعد و حب الخير و حب الإعمار و العطف و الرحمة و الإيثار و التضحية و تعظيم الله و الإخلاص له و الرفق و الكرم و العفة و الصبر و حب السلم و السلام و كراهية الحرب و كراهية الشر و الفساد و الظلم

و على العكس من الفطرة تجد الهوى

فالهوى : هو البرنامج المسئول عن تحقيق مصلحة النفس المطلقة دون الالتزام بأي قيود أو تعاليم دون الاعتبار لأي إيذاء لأي أحد أو الاعتبار لأي إفساد أو ظلم أو حتى هلاك و موت سواء للبشر أو الكائنات أو حتى الجسد الذي تسكنه النفس
فالهوى حريص على تحقيق رغبات النفس و مصلحتها حتى و لو أدى ذلك لإيذاء صاحبها نفسه

و بالتالي فإن الهوى يمتلك من العناصر ما هو مخالف لعناصر الفطرة : من ظلم و كذب و انحياز لغير الحق و خيانة و و شر و إفساد و قسوة و أنانية و بخل و دنائة و عجلة و حب الفساد

و هكذا فالهوى و الفطرة في صراع دائم على قيادة النفس البشرية
و الاثنين أوجدهما الله في النفس البشرية و أعطى الله الإنسان الحرية في أن يجعل أحدهما يسود على الآخر أو العكس

و نجد ذلك في القرآن الكريم

فيقول الله تعالى

( و نفس و ما سواها * فألهمها فجورها و تقواها * قد أفلح من زكاها * و قد خاب من دساها )

فالله قد أوجد في النفس الهوى ( و عبر عنها القرآن هنا بكلمة : فجورها ) و أوجد فيها الفطرة ( و عبر عنها القرآن بكلمة : تقواها ) ، جزى الله الذي يقدم الفطرة على الهوى بالفلاح و جزى من يفعل العكس بالخيبة ، و نفهم أن الله قد خلق الفطرة و الهوى في نفس الإنسان ( فألهمها فجورها و تقواها ) فالله هو الذي ألهمها

و يقول تعالى

( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم * ثم رددناه أسفل سافلين )

و هنا نجد أن القرآن عبر عن الفطرة بكلمة : أحسن تقويم ، إعلاءً لها و تعظيماً لشأنها
و نجدأنه عبر عن الهوى بكلمة : أسفل سافلين ، تبياناً لضرره و و خطورته
و نفهم من الآيات أن الله خلق الاثنين في نفس الإنسان ( لقد خلقنا ) ، ( ثم رددناه )

و قد أعطى الله الإنسان حرية أن يختار بينهما و يفضل إحداهما على الأخرى قولاً و عملاً
( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً )

و هذا ينبطبق على كل الأنفس لكل البشر

و بالتالي قد فهمت الآن أن من يخون و يظلم إنما قدم هواه على فطرته و قدم مصلحة نفسه المطلقة على أي شيئ حتى و إن كان ذلك على حب الخير لغيره و مصلحة الغير و حتى على الإيذاء لنفسه

شكرا علي الرد الجميل جدا
اللي اسعدني بشدة

زائر

the one كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي عافانا ورزقنا

نحمده ونشكر فضله ونتوب اليه ونستغفره
اما بعد
سؤال , محتاج لاجابة
لاني غير مقتنع بالاجابة التي عندي
لاني نفذتها كثيرا ولكنها لم تفلح
لماذا عندما نثق في احد ونحاول تقديم كل ما نستطيعه اليه , يخوننا ؟.
لماذا عندما نكون صدقاء مع انفسنا ومع هذا الانسان , يجرحنا هذا الشخص بدون اي سبب مقنع
اجابتي الغير مقنعة , هي ان ذلك طبعا في الانسان

اخي الفاضل اسمح لي اتدري لماذا يحدث هذا دائما لان العمل او الشئ الذي تقوم به من اجل انسان ايانك تقوم بعمله ليس لوجه الله خالصا ولكن حبا في هذا الانسان ايضا و هذا الخطاء الذي نقع فيه جميعا ولكن المفروض اننا نقوم باي عمل خالصا لوجه الله العلي العظيم وهنا يكون جزاؤنا عند الله وليس عند انسان ومهما حصل من الانسان لن نزعل ولن نفكر في فعله ولن نسأل لماذا فعل ذلك وسوف نرتاح جدا

لانهايـة للحُب معه ؟!..

تذكر أنك كثيراً ماأحببت ، وكل حبٌ له نهايـه ، وحبُ الله لانهايـة له ،

وكل حبيب يخطي مره ويصيب أخرى ،

وربنا لأيخطي معك أبداً ، وكل

حبيب لابد أن يتحول عنك إلى أخر ،

أما الله فإذا أحبك فلن يشغله عنك

سواك ، لانه لايشغله أحد عن أحد ،

ولايشغله شأن عن شأن ، ومهما

أحببت فالحب فيه الغرض ،

وحب الله منزه عن الغرضِ ، لأنك لاتنفع

ولاتضر ، فمهما أحببت وأرتفع حٌبُك وسمَا وعظم فالحبيب اللذي تُحِبه لن

يصل حبه إلى حُبك ، وإذا وصل فلن يتعدى حُبك ، وإذا تعدى حبك فلن

يتعدى الطاقه ، فطاقته في الحُبِ محدودة ، أما الله سبحانه وتعالى

فهو غير متنـاهٍـ ، وبالتالي فإن حُبه لايتناهى ، فإذا كان الحب

لانهايـة له ، فكيف شأنه ، وكيف يكون ،؟!.. وحبيبك إذا ذكرته ذكرك ،

وإذا نسيته نسيك ، .. ؛ أما الله سبحانه وتعالي فإذا ذكرته ذكرك ،

وإذا نسيتهـ ذكرك أيضاً بنص الحديث ( يـأبن آدم ، إن ذكرتني ذكرتك ،

وإن نسيتني ذكرتُك )

(1) فأين تجد حبيباً مثله؟! حُب الله أمر يسير جداً ،

وحُب الناس أمر صعبٌ جداً .
.
حُب الله أكبر من أن يوصف ، وأعظم من أن يعبر عنه لسان ، ومهما

تحدثنا عنه فلن نبلغ إيضاح مقداره.. ومن ذاق عـرف ومن حُرم أنحرف..

اللٌهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراُ ..

وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ..

اللُهم أرزقنا حٌبك ، وحٌب من يحبك ..

وحُب كل عملٍ يُقربنا إلى الجنه ..

(1) رواه أبو نصر ربيعة بن علي العجلي في كتاب هدم الاعتزال ،

والرافعي عن ابن عباس - رضي الله عنه
تقبل مروري

شكرا علي المرور الرائع
وطبعا لازم اتقبله

الغالي ذا ون لم اجد تعليق افضل مما قالتة الاخت الفاضلة الامل

واضيف انه العيب ليس في الشخص المخلص العيب كل العيب في الانسان الذى يخون
فلو كانت تربيته حسنة لن يحدث منه مايسيء للمحسن اليه

واعمل بالقول الذى يقول
افعل الخير في اهله وغير اهله
فان تقبل خيرا كان اهله
وان تقبل شرا فيكفيك انك انت اهله
وفي نهاية حديثي اذكرك بقول رسولنا الكريم
الخير في وفي امتي الي يوم الدين
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم

شكرا ليكي جدا علي تعقيبك الرائع