زينب بنت جحش الأسدية "أم المؤمنين" زوج النبي صلى الله عليه وسلم. تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد الله وأمها أمية عمة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث، وقيل سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قلبه عند مولاة زيد بن حارثة، وفيها نزلت: فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا [37: الأحزابٍ]. وقد وصفت عائشة زينب بالوصف الجميل في قصة الإفك، وأن الله عصمها بالورع، قالت: وهي التي كانت تُسَّامِيني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنها بنت عمته، وبأن الله زوجها له، وهن زوَّجهن أولياؤهن، ومن حديث أم سلمة بسند موصول فيه الواقدي- أنها ذكرت زينب فترحَّمت عليها، وذكرت ما كان يكون بينها وبين عائشة، فذكرت نحو هذا، قالت أم سلمة: وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مُعْجبة، وكان يستكثر منها، وكانت صالحة صوّامة قوامة صناعًا تصدق بذلك كله على المساكين. قال الواقدي: ماتت سنة عشرين. وأخرج الطبراني من طريق الشعبى أن عبد الرحمن بن أبْزي أخبره أنه صلى مع عمر على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماتت بعده، وفي الصحيحين: واللفظ لمسلم، من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أسرعكن لحافًا بي أطولكن يدًا". قال: فكن يتطاوَلْن أيتهن أطول يدًا. قالت: وكانت أطولنا يدًا زينب، لأنها كانت تعملُ بيدها، وتتصدق. قال الواقدي: تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي بنت خمس وثلاثين سنة، ومات سنة عشرين، وهي بنت خمسين، ونقل عن عمر بن عثمان الحَجَبي أنها عاشت ثلاثًا وخمسين.