نـــــــور الاســــــــلام
نـــــــور الاســــــــلام
نـــــــور الاســــــــلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نـــــــور الاســــــــلام

أهلا ومرحبا بكم معنا فى أجمل المنتديات الاسلامية
 
الرئيسيةالرئيسية  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
    المواضيع الأخيرة
    » علم التجويد - موضوع مهم جدا
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالإثنين أكتوبر 09, 2017 1:04 pm من طرف ماما نور الاسلام

    » الاربعون النوويه ( المجموعه الاولي )
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالسبت أكتوبر 07, 2017 5:08 pm من طرف ماما نور الاسلام

    » جايب ليكم النهرده قصه جميله جدا للاطفال وللكبار ايضا بعنوان ( صانع المعروف )
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالأربعاء أكتوبر 04, 2017 10:58 am من طرف ماما نور الاسلام

    » المتحدث المتحدث باسم الاتحاد الأوغندي: الجماهير تنتظر صلاح.. والجميع يخشانا على ملعبنا
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالثلاثاء أغسطس 29, 2017 4:16 pm من طرف soul

    » قوانين القسم الرياضي
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالثلاثاء أغسطس 29, 2017 3:53 pm من طرف soul

    » المنتخب يتدرب فى التاسعة والنصف صباحا قبل السفر لأوغندا ظهرا
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالثلاثاء أغسطس 29, 2017 4:18 am من طرف soul

    » سر جميل جدا يعنيك للقيام لصلاة الفجر
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالأحد أكتوبر 16, 2016 5:31 pm من طرف يوسف تامر

    » ما الفرق بين إن شاء الله وإنشاء الله ؟
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالأحد أكتوبر 16, 2016 5:25 pm من طرف يوسف تامر

    » أسماء أولاد النبى صلى الله عليه و سلم
    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالجمعة أكتوبر 07, 2016 11:53 am من طرف ماما نور الاسلام

    التبادل الاعلاني
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
    تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

    قم بحفض و مشاطرة الرابط نور الإسلام على موقع حفض الصفحات

    قم بحفض و مشاطرة الرابط نـــــــور الاســــــــلام على موقع حفض الصفحات
    تصويت

     

     تابع رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد الجزء الثالث)

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    silver
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي
    silver


    عدد الرسائل : 397
    العمر : 54
    تاريخ التسجيل : 03/07/2008

    تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Empty
    مُساهمةموضوع: تابع رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد الجزء الثالث)   تابع  رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد   الجزء الثالث) Emptyالأربعاء يوليو 23, 2008 9:23 am

    لقد كانت معركة اليرموك مجالا لفدائية يعز نظيرها.

    ومن بين لوحات الفداء الباهرة التي رسمتها عزمات مقدرة, تلك اللوحة الفذة.. لوحة تحمل صورة خالد بن الوليد على رأس مائة لا غير من جنده, ينقضّون على ميسرة الروم وعددها أربعون ألف جندي, وخالد يصيح في المائة الذين معه:

    " والذي نفسي بيده ما بقي مع الروم من الصبر والجلد الا ما رأيتم.

    واني لأرجو أن يمنحكم الله أكتافهم".

    مائة يخوضون في أربعين ألف.. ثم ينتصرون..!!

    ولكن أي عجب؟؟

    أليس ملأ قلوبهم ايمان بالله العلي الكبير..؟؟

    وايمان برسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم؟؟

    وايمان بقضية هي أكثر قضايا الحياة برا, وهدى ونبلا؟



    وأليس خليفتهم الصديق رضي الله عنه, هذا الذي ترتفع راياته فوق الدنيا, بينما هو في المدينة’ العاصمة الجديدة للعالم الجديد, يحلب بيده شياه الأيامى, ويعجن بيده خبز اليتامى..؟؟

    وأليس قائدهم خالد بن الوليد ترياق وساوس التجبر, والصلف, والبغي, والعدوان, وسيف الله المسلول على قوى التخلّف والتعفّن والشرك؟؟

    أليس ذلك, كذلك..؟

    اذن, هبي رياح النصر...

    هبّي قويّة عزيزة, ظافرة, قاهرة...



    **



    لقد بهرت عبقرية خالد قوّاد الروم وأمراء جيشهم, مما حمل أحدهم, واسمه جرجه على أن يدعو خالدا للبروز اليه في احدى فترات الراحة بين القتال.

    وحين يلتقيان, يوجه القائد الرومي حديثه الى خالد قائلا:

    " يا خالد, أصدقني ولا تكذبني فان الحرّ لا يكذب..

    هل أنزل على نبيّكم سيفا من السماء فأعطاك ايّاه, فلا تسلّه على أحد الا هزمته"؟؟

    قال خالد: لا..

    قال الرجل:

    فبم سميّت سيف الله"؟

    قال خالد: ان الله بعث فينا نبيه, فمنا من صدّقه ومنا من كذّب. وكنت فيمن كذّب حتى أخذ الله قلوبنا الى الاسلام, وهدانا برسوله فبايعناه..

    فدعا لي الرسول, وقال لي: أنت سيف من سيوف الله, فهكذا سميّت.. سيف الله".

    قال القائد الرومي: والام تدعون..؟

    قال خالد:

    الى توحيد الله, والى الاسلام.

    قال:

    هل لمن يدخل في الاسلام اليوم مثل ما لكم من المثوبة والأجر؟

    قال خالد: نعم وأفضل..

    قال الرجل: كيف وقد سبقتموه..؟

    قال خالد:

    لقد عشنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, ورأينا آياته ومعجزاته وحق لمن رأى ما رأينا, وسمع ما سمعنا أن يسلم في يسر..

    أما أنتم يا من لم تروه ولم تسمعوه, ثم آمنتم بالغيب, فان أجركم أجزل وأكبر ان صدقتم الله سرائركم ونواياكم.

    وصاح القائد الرومي, وقد دفع جواده الى ناحية خالد, ووقف بجواره:

    علمني الاسلام يا خالد"".!!!

    وأسلم وصلى ركعتين لله عز وجل.. لم يصلّ سواهما, فقد استأنف الجيشان القتال.. وقاتل جرجه الروماني في صفوف المسلمين مستميتا في طلب الشهادة حتى نالها وظفر بها..!!



    وبعد, فها نحن أولاء نواجه العظمة الانسانية في مشهد من أبهى مشاهدها.. اذ كان خالد يقود جيوش المسلمين في هذه المعركة الضارية, ويستلّ النصر من بين أنياب الروم استلابا فذا, بقدر ما هو مضن ورهيب, واذا به يفاجأ بالبريد القادم من المدينة من الخليقة الجديد, أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.. وفيه تحيّة الفاروق للجيش المسلم, نعيه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي الله عنه, وتولية أبي عبيدة بن الجرّاح مكانه..

    قرأ خالد الكتاب, وهمهم بابتهالات الترحّم على ابي بكر والتوفيق لعمر..

    ثم طلب من حامل الكتاب ألا يبوح لأحد بما فيه وألزمه مكانا أمره ألا يغادره, وألا يتصل بأحد.

    استأنف قيادته للمعركة مخفيا موت أبي بكر, وأوامر عمر حتى يتحقق النصر الذي بات وشيكا وقريبا..

    ودقّت ساعة الظفر, واندحر الروم..



    وتقدّم البطل من أبي عبيدة مؤديا اليه تحيّة الجندي لقائده... وظنها أبو عبيدة في أول الأمر دعابة من دعابات القائد الذي حققق نصرا لم يكن في الحسبان.. بيد أنه ما فتئ أن رآها حقيقة وجدّا, فقبّل خالد بين عينيه, وراح يطري عظمة نفسه وسجاياه..



    وثمّت رواية تاريخية أخرى, تقول: ان الكتاب أرسل من أمير المؤمنين عمر الى أبي عبيدة, وكتم أبو عبيدة النبأ عن خالد حتى انتهت المعركة..

    وسواء كان الأمر هذا أو ذاك, فان مسلك خالد في كلتا الحالتين هو الذي يعنينا.. ولقد كان مسلكا بالغ الروعة والعظمة والجلال..

    ولا أعرف في حياة خالد كلها موقفا ينبئ باخلاصه العميق وصدقه الوثيق, مثل هذا الموقف...



    فسواء عليه أن يكون أميرا, أو جنديا..

    ان الامارة كالجندية, كلاهما سبب يؤدي به واجبه نحو الله الذي آمن به, ونحو الرسول الذي بايعه, ونحو الدين الذي اعتنقه وسار تحت رايته..

    وجهده المبذول وهو أمير مطاع.. كجهده المبذول وهو جندي مطيع..!

    ولقد هيأ له هذا الانتصار العظيم على النفس, كما هيأه لغيره, طراز الخلفاء الذين كانوا على راس الأمة المسلمة والدولة المسلمة يوم ذاك..

    أبو بكر وعمر..

    اسمان لا يكاد يتحرّك بهما لسان, حتى يخطر على البال كل معجز من فضائل الانسان, وعظمة الانسان..

    وعلى الرغم من الودّ الذي كان مفقودا أحيانا بين عمر وخالد, فان نزاهة عمر وعدله,وورعه وعظمته الخارقة, لم تكن قط موضع تساؤل لدى خالد..

    ومن ثم لم تكن قراراته موضع شك, لأن الضمير الذي يمليها, قد بلغ من الورع, ومن الاستقامة, ومن الاخلاص والصدق أقصى ما يبلغه ضمير منزه ورشيد..



    **



    لم يكن أمير المؤمنين عمر يأخذ على خالد من سوء, ولكنه كان يأخذ على سيفه التسرّع, والحدّة..

    ولقد عبّر عن هذا حين اقترح على أبي بكر عزله اثر مقتل مالك بن نويرة, فقال:

    " ان في سيف خالد رهقا"

    أي خفة وحدّة وتسرّع..

    فأجابه الصدّيق قائلا:

    " ما كنت لأشيم سيف سلّه الله على الكافرين".

    لم يقل عمر ان في خالد رهقا.. بل جعل الرهق لسيفه لا لشخصه, وهي كلمات لا تنمّ عن أدب أمير المؤمنين فحسب, بل وعن تقديره لخالد أيضا..

    وخالد رجل حرب من المهد الى اللحد..

    فبيئته, ونشأته, وتربيته وحياته كلها, قبل الاسلام وبعده كانت كلها وعاء لفارس, مخاطر, داهية..



    ثم ان الحاح ماضيه قبل السلام, والحروب التي خاضها ضد الرسول وأصحابه, والضربات التي أسقط بها سيفه أيام الشرك رؤوسا مؤمنة, وجباها عابدة, كل هذا كان له على ضميره ثقل مبهظ, جعل سيفه توّاقا الى أن يطوّح من دعامات الشرك أضعاف ما طوّح من حملة الاسلام..

    وانكم لتذكرون العبارة التي أوردناها أوّل هذا الحديث والتي جاءت في سياق حديثه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ قال له:

    " يا رسول الله..

    استغفر لي كل ما أوضعت فيه عن صدّ عن سبيل الله".

    وعلى الرغم من انباء الرسول صلى الله عليه وسلم اياه, بأن الاسلام يجبّ ما كان قبله, فانه يظل يتوسل على الظفر بعهد من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يستغفر الله له فيما صنعت من قبل يداه..

    والسيف حين يكون في يد فارس خارق كخالد بن الوليد, ثم يحرّك اليد القابضة عليه ضمير منوهج بحرارة التطهر والتعويض, ومفعم بولاء مطلق لدين تحيط به المؤامرات والعداوات, فان من الصعب على هذا السيف أن يتخلى عن مبادئه الصارمة, وحدّته الخاطفة..



    وهكذا رأينا سيف خالد يسبب لصاحبه المتاعب.

    فحين أرسله النبي عليه الصلاة والسلام بعد الفتح الى بعض قبائل العرب القريبة من مكة, وقال له:

    " اني أبعثك داعيا لا مقاتلا".

    غلبه سيفه على أمره ودفعه الى دور المقاتل.. متخليا عن دور الداعي الذي أوصاه به الرسول مما جعله عليه السلام ينتفض جزعا وألما حين بلغه صنيع خالد.. وقام مستقبلا القبلة, رافعا يديه, ومعتذرا الى الله بقوله:

    " اللهم اني أبرأ اليك مما صنع خالد".

    ثم أرسل عليّا فودى لهم دماءهم وأموالهم.

    وقيل ان خالدا اعتذر عن نفسه بأن عبدالله بن حذافة السهمي قال له:

    ان رسول الله قد أمرك بقتالهم لامتناعهم عن الاسلام..

    كان خالد يحمل طاقة غير عادية.. وكان يستبد به توق عارم الى هدم عالمه القديم كله..

    ولو أننا نبصره وهو يهدم صنم العزّى الذي أرسله النبي لهدمه.

    لو أننا نبصره وهو يدمدم بمعوله على هذه البناية الحجرية, لأبصرنا رجلا يبدو كأنه يقاتل جيشا بأسره, يطوّح رؤوس أفرداه ويتبر بالمنايا صفوفه.

    فهو يضرب بيمينه, وبشماله, وبقدمه, ويصيح في الشظايا المتناثرة, والتراب المتساقط:

    " يا عزّى كفرانك, لا سبحانك

    اني رأيت الله قد أهانك"..!!

    ثم يحرقها ويشعل النيران في ترابها..!

    كانت كل مظاهر الشرك وبقاياه في نظر خالد كالعزّى لا مكان لها في العالم الجديد الذي وقف خالد تحت أعلامه..

    ولا يعرف خالد أداة لتصفيتها الا سيفه..

    والا.." كفرانك لا سبحانك..

    اني رأيت الله قد أهانك"..!!



    على أننا اذ نتمنى مع أمير المؤمنين عمر, لوخلا سيف خالد من هذا الرهق, فاننا سنظل نردد مع أمير المؤمنين قوله:

    " عجزت النساء أن يلدن مثل خالد"..!!

    لقد بكاه عمر يوم مات بكاء كثيرا, وعلم الانس فيما بعد أنه لم يكن يبكي فقده وحسب, بل ويبكي فرصة أضاعها الموت عن عمر اذ كان يعتزم رد الامارة الى خالد بعد أن زال افتتان الناس به. ومحصت أسباب عزله, لولا أن تداركه الموت وسارع خالد الى لقاء ربه.

    نعم سارع البطل العظيم الى مثواه في الجنة..

    أما آن له أن يستريح..؟؟ هو الذي لم تشهد الأرض عدوّا للراحة مثله..؟؟

    أما آن لجسده المجهد أن ينام قليلا..؟؟ هو الذي كان يصفه أصحابه وأعداؤه بأنه:

    " الرجل الذي لا ينام ولا يترك أحدا ينام"..؟؟

    أما هو, فلو خيّر لاختار أن يمدّ الله له في عمره مزيدا من الوقت يواصل فيه هدم البقايا المتعفنة القديمة, ويتابع عمله وجهاده في سبيل الله والاسلام..

    ان روح هذا الرجل وريحانه ليوجدان دائما وابدا, حيث تصهل الخيل, وتلتمع الأسنّة, وتخفق رايات التوحيد فوق الجيوش المسلمة..

    وأنه ليقول:

    " ما ليلة يهدى اليّ فيها عروس, أو أبشّر فيها بوليد, بأحبّ اليّ من ليلة شديدة الجليد, في سريّة من المهاجرين, أصبح بهم المشركين"..

    من أجل ذلك, كانت مأساة حياته أن يموت في فراشه, وهو الذي قضى حياته كلها فوق ظهر جواده, وتحت بريق سيفه...



    هو الذي غزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم, وقهر أصحاب الردّة, وسوّى بالتراب عرش فارس والروم, وقطع الأرض وثبا, في العراق خطوة خطوة, حتى فتحها للاسلام, وفي بلاد الشام خطوة خطوة حتى فتحها كلها للاسلام...

    أميرا يحمل شظف الجندي وتواضعه.. وجنديا يحمل مسؤولية الأمير وقدوته..

    كانت مأساة حياة البطل أن يموت البطل على فراشه..!!

    هنالك قال ودموعه تنثال من عينيه:

    " لقد شهدت كذا, وكذا زحفا, وما في جسدي موضع الا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح, أو رمية سهم..

    ثم هأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير, فلا نامت أعين الجبناء"..!

    كلمات لا يجيد النطق بها في مثل هذا الموطن, الا مثل هذا الرجل, وحين كان يستقبل لحظات الرحيل, شرع يملي وصيّته..

    أتجرون الى من أوصى..؟

    الى عمر بن الخطاب ذاته..!!

    أتدرون ما تركته..؟

    فرسه وسلاحه..!!

    ثم ماذا؟؟

    لا شيء قط , مما يقتني الناس ويمتلكون..!!

    ذلك أنه لم يكن يستحوذ عليه وهو حيّ, سوى اقتناء النصر وامتلاك الظفر على أعداء الحق.

    وما كان في متاع الدنيا جميعه ما يستحوذ على حرصه..

    شيء واحد, كان يحرص عليه في شغف واستماتة.. تلك هي قلنسوته"..

    سقطت منه يوم اليرموك. فأضنى نفسه والناس في البحث عنها.. فلما عوتب في ذلك قال:

    " ان فيها بعضا من شعر ناصية رسول الله واني أتفاءل بها, وأستنصر".



    **



    وأخيرا, خرج جثمان البطل من داره محمولا على أعناق أصحابه ورمقته أم البطل الراحل بعينين اختلط فيهما بريق العزم بغاشية الحزن فقالت تودّعه:

    أنت خير من ألف ألف من القو م اذا ما كبت وجوه الرجال

    أشجاع..؟ فأنت أشجع من لي ث غضنفر يذود عن أشبال

    أجواد..؟ فأنت أجود من سي ل غامر يسيل بين الجبال



    وسمعها عمر فازداد قلبه خفقا.. ودمعه دفقا.. وقال:

    " صدقت..

    والله ان كان لكذلك".

    وثوى البطل في مرقده..

    ووقف أصحابه في خشوع, والدنيا من حولهم هاجعة, خاشعة, صامتة..

    لم يقطع الصمت المهيب سوى صهيل فرس جاءت تركض بعد أن خلعت رسنها, وقطعت شوارع المدينة وثبا وراء جثمان صاحبها, يقودها عبيره وأريجه..



    واذ بلغت الجمع الصامت والقبر الرطب لوت برأسها كالراية, وصهيلها يصدح.. تماما مثلما كانت تصنع والبطل فوق ظهرها, يهدّ عروش فارس والروم, ويشفي وساوس الوثنية والبغي, ويزيح من طريق الاسلام كل قوى التقهقر والشرك...

    وراحت وعيناها على القبر لا تزيغان تعلو برأسها وتهبط, ملوّحة لسيدها وبطلها مؤدية له تحية الوداع..!!

    ثم وقفت ساكنة ورأسها مرتفع.. وجبهتها عالية.. ولكن من مآقيها تسيل دموع غزار وكبار..!!

    لقد وقفها خالد مع سلاحه في سبيل الله..

    ولكن هل سيقدر فارس على أن يمتطي صهوتها بعد خالد..؟؟

    وهل ستذلل ظهرها لأحد سواه..؟؟

    ايه يا بطل كل نصر..

    ويا فجر كل ليلة..

    لقد كنت تعلو بروح جيشك على أهوال الزحف بقولك لجندك:

    " عند الصباح يحمد القوم السرى"..



    حتى ذهبت عنك مثلا..

    وهأنتذا, قد أتممت مسراك..

    فلصباحك الحمد أبا سليمان..!!

    ولذكراك المجد, والعطر, والخلد, يا خالد..!!

    ودعنا.. نردد مع أمير المؤمنين عمر كلماته العذاب الرطاب التي ودّعك بها ورثاك:

    " رحم الله أبا سليمان

    ما عند الله خير مما كان فيه

    ولقد عاش حميدا

    ومات سعيدا
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
     
    تابع رجال حول الرسول ( خالد بن الوليد الجزء الثالث)
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    نـــــــور الاســــــــلام :: منتدى الصحابة والتابعين-
    انتقل الى: